ا
احمد يوسف عبيد
Guest
التعرية النهرية
تعد الانهار من اهم عوامل التعرية التي تشكل سطح الارض بما تقوم به من نحت وارساب ونقل ينطبق على الانهار الدائمة الجريان وكذلك على ما تقوم بهالسيول من تشكيل سطح الارض في المناطق الصحراوية وذلك عندما تستقبل مجاريها الامطار الفجائية الغزيرة التي تعد من السمات الرئيسية للمناخ الصحراوي وتعتمد . التعرية النهرية على كمية تصريف النهر وطبيعة تكوينات المجرى وانحداره لذا تتباين العمليات النهرية من فترة الى اخرى ومن مكان لاخر ضمن المجرى من منبعه الى مصبه .
كيفية قيام النهر بعمليات النحت والارساب والنقل:
_النحت النهري:
تعتمد طاقة النهر وقدرته على النحت في اي نقطة من مجراه على كمية مياهه من جهة وعلى السرعة من جهة ،حيث تؤدي كمية المياه الزائدة اثناء الفيضان الى تفوق قوة تحركها على قوة رد الفعل المتمثلة في الاحتكاك بالقاع والجوانب..
-اولا:النحت الراسي لمجرى النهر ويتم بالطرق التالية:
1-النحت الهيدروليكي:
يقصد به قيام النهر بدون مساعدة الرواسب بنحت القاع ،وينتج عن ذلك اصطدامها بالرواسب القاعية السائبة واصطدامها كذلك بالجوانب مما يؤدي الى زيادة تفككها ورفعها وجرها الى الامام في اتجاه الى الامام في اتجاه الجريان المائي ،وتتراوح احجام هذه الرواسب ما بين الغرين والجلاميد..
2-النحت الميكانيكي:
يؤدي الفعل الهيدروليكي للمياه بجانب النحت التجويفي الى توفر مفتتات صخرية بجميع الاحجام تضاف الى مياه النهر التى يتسلح بها ويقوم بمساعدتها بعملية النحت اخرى تعرف بالنحت الميكانيكي وتعني ببساطة تحطم الصخور من قناة النهر نتيجة اصطدام شظايا ومفتتات صخرية بها وخاصة القاعية البارزة او تلك التي تبرز على الجوانب بحيث تؤدي هذه الطريقة الى صقل القاع وتنعيمه.
.
3-الحفر الوعائية:
تعمل الدوامات الراسية على تحريك الجلاميد والمفتتات الصخرية باتجاه قاع النهر وعندما تحتجز هذه الشظايا والمفتتات الصخرية في حفر بقاع النهر او داخل مفصل صخري فان الحركة الدورانية للمياه والحصى فوق القاع تؤدي الى ظهور حفر في الصخور الصلبة تعرف بالحفر الوعائية ،تزداد اتساعا وعمقا وتتصل ببعضها البعض في نهاية الامر مما يؤدي الى تعميق المجرى ، ويرى البعض ان هذه الحركة الدورانية التي تؤدي الى تكوين الحفر الوعائية تنتج اساسا عن تضافر كل من الفعل الهيدروليكي للمياه والنحت التجويفي .
4-الطحن:
عندما تصطدم المفتتات الصخرية بقاع القناة النهرية وتصطدم ببعضها البعض فانها تتفتت الى جزيئات اصغر حجما بعملية الطحن للرواسب (تناقص تدريجي في حجم حمولة النهر )
-وتزداد فعالية كل من الفعل الهيدروليكي والنحت الميكانيكي والطحن اذا تضافرت معها وساعدتها عمليات النحت الكيمياوي وخاصة عندما تكون صخور القاع قابلة للاذابة.
ثانيا-اما بالنسبة للنحت النهري الجانبي:
فيقوم به النهر لتوسيع مجراه على حساب تراجع الحافات المحيطة به وهذه العملية تتم في جميع مراحل تطور النهر وان كانت تزداد وضوحا في مرحلة النضج. .
تتم عملية النحت الجانبي داخل القناة النهرية من خلال الفعل الهيدروليكي للمياه حيث تعمل عند اندفاعها على اكتساح المفتتات من جوانب النهر،كما تقوم بعملية النحت السفلي التي تشبه ماتقوم به من نحت تجويفي بقاع النهر وخاصة عندما تكون الصخور ضعيفة في مناطق الانحناءات بالقناة النهرية.
كذلك تقوم المياه بنحت قناة النهر بمساعدة المفتتات التي تحملها وخاصة اثناء فترة الفيضانات عندما التدفق الدوامي المضطرب سائدا، وتلعب الاذابة الكيمياوية التي تقوم بها مياه النهر دورها ايضا في توسيع مجراه الى جانب ما تقوم به الانهيارات الارضية من دور هام من عملية التوسيع وخاصة في المناطق الرطبة او في العروض العليا كثيرا ما تتعرض سفوحها للانهيارات الجليدية وتدفقات التربة .كذلك يقوي النحت الجانبي عندما تتكون الثنيات حيث يزداد النحت في الجانب المقعر من الثنية.
ثالثا:يقوم النهر بعدة عمليات تحاتية لاطالة مجراه:
تتمثل اساسا في عملية النحت التراجعي التي عادة ماتبدو وضوحا في المنابع العليا للانهار او في مواضع الشلالات. ويمكن القول ان القوى التي تقوم داخل القناة النهرية تماثل غالبا ما يتم على السفوح وان وجدت اختلافات ترجع الى كون الصخور داخل القناة النهرية تحاط بالمياه، ومن ثم فان قوة القص اللازمة لتحركها بعد نحتها تعتمد اساسا على عمق (عمق المجرى النهري)ولزوجة المياه ونوع الجريان المائي.
المظاهر الناتجة عن النحت النهري:
1- الاودية وشبكة الاقنية المائية
2- المصاطب النهرية
3-الجروف والكويستا والميزا والشاهد. 4-العتبات الصخرية .
5-الاراضي الوعرة :
ثانيا_الارسابالنهري:
في حالة قلة المياه وتناقص سرعته، بالنسبة لقلة المياه الارساب يجنح النهر فانها تحدث عندما يمر النهر بمنطقة ذات مناخ حار جاف بحيث تتعرض مياهه للتبخر الشديد او عندما يمر بمنطقة ذات صخور مسامية مثل صخورالحجر الجيري او الحجر الرملي او ذات صخور ممرة تكثر بها الشقوق والفجوات مما يؤدي الى تشرب كميات كبيرة من المياه خلال المسامات او الشقوق الصخرية كذلك قد ترجع قلة المياه النهر الى حلول فصل الجفاف بمنابعه العليا او بمنطقة حوضه .
اما بالنسبة لتناقص سرعة مياه النهر فيحدث ذلك عندما يمر مجراه باحدى البحيرات الواسعة والضحلة او باحدى البقاع المائية مما يؤدي الى انتشار مياهه على مساحة واسعة مما يؤدي بالتالي الى تشتتها ما يحمله من مفتتات صخرية،من الامثلة على ذلك ما يتعرض له نهر فيكتوريا عندما يعبر بحيرة كيوجا الضحلة من ضعف في سرعته وانتشاره لمياه على مسطح مائي واسع ،كما تقل سرعة التيار المائي ايضا عندما يعبر النهر منطقة سهلية متسعة ذات سطح مستو او قليل الانحدار او عندما يقترب من مصبه عند شقة مائية بحرية ضحلة وهادئة عندئذ يجنح النهر الى الارساب مكونا الدلتا.
وعادة عندما يقوم النهر بعملية الترسيب فانه يبدا بترسيب حمولته الخشنة اولا تليها الاقل خشونة ثم الناعمة وهكذا،وهذا ما يميز دائما الرواسب النهرية جيدة التصنيف سواء كانت هذه الرواسب في قاع النهر او على جانبيه ( السهل الفيضي وبعض الجزر والجسور الطبيعي التي تحدد القناة المائية مباشرة)،او في منطقة المصب حيث الدالات النهرية باحجامها واشكالها المختلفة والتي تتدرج رواسبها من الاخشن عند القمة الى الانعم عند قاعدة الدلتا على طول امتداد الساحل الدلتاوي.
مظاهر الترسيب النهري:
1- المراوح الفيضية والبهادا
2-الدالات النهرية
3- الدالات المروحية
4- السهول الفيضية
5- القيعان الصحراوية
ثالثا_ النقل بواسطة الانهار
تقوم الانهار بنقل رواسبها عن طريق الانزلاق والتدحرج بالنسبة للرواسب الخشنة على طول قيعانها ،وعن طريق حمل الرواسب الناعمة من الرمل والغرين ،بينما تحمل العناصر القابلة للاذابة في شكل حمولة مذابة ، ومما يعزز قدرة النهر على الحمل ان معظم المفتتات الصخرية والمعدنية المحمولة بواسطة مياهه تفقد 40%من وزنها في حالة وجودها مغمورة بالمياه وسواء كانت مفتتات منقولة على قاع او حمولة عالقة فان نقلها يعتمد اساسا على حجمها ووزنها وسرعة تيار النهر.
1-النقل على القاع(حمولة القاع):
تعد اكبر الرواسب في حبيباتها ويتم نقلها بواسطة التدحرج على طول قاع النهر ونتيجة لدرحجتها يتم تكسرها بسبب اصطدامها ببعضها البعض في عملية ميكانيكية يطلق عليها طحن الرواسب.
2-القفز:
تتميز الرواسب التي تنتقل بهذه الطريقة بانها اصغر حجما من السابقة وتشبه طريقة قفز الحبيبات الخشنة على سطح صحراوي صلب بفعل الرياح.
3-النقل بالتعلق :
يتم النقل بالتعلق بالنسبة لاصغر الحبيبات حجما،ويقصد بها نقل رواسب الغرينوالطين الدقيقة في جسم الماء الجاري وتزداد مع حدوث تدفق دوامي لمياه النهر.
4- بالاذابة النقل:
ينقل النهر جزءا من حمولته من الرواسب عن طريق الاذابة وخاصة اذا ما كان يجري وسط صخور قابلة للذوبان مثل الحجر الجيري او الطباشير وكما ذكرنا ان المواد المذابة لاتنقل بطريقة ميكانيكية على غير حال مع نقل المواد الفتاتية الاخرى الغير قابلة للذوبان حيث انها تنقل مذابة في مياه النهر.
والواقع ان هناك علاقة بين التصريف النهر وتركيز المواد المذابة فكلما قلت كمية المياه في القناة النهرية يعني ذلك ان النهر يستقبل مياه جوفية مشبعة بالعناصر الكيمياوية الناتجة عن التجوية وتفتيت وتحلل المواد العضوية ،ونلاحظ
ان الجريان المنخفض لاي نهر يكون مشبعا بالعناصر المذابة مثل الكاليسيوم والمغنسيوم والصوديوم وغيرها من العناصر القابلة للذوبان وذلك بالمقارنة بالجريان العالي للنهر.
انماط التصريف النهري:
تتباين انماط التصريف النهري من مكان لاخر متاثرة بعدة عوامل طبيعية منها ما يأتي :
1-طبيعة انحدار سطح الارض.
2-نوع التراكيب الصخرية وطبيعة بنية الطبقات.
3-نوع المناخ السائد في المنطقة .
4-التطور المورفولوجي مجرى.
5-اثر الحركات التكتونية وما ينتج عنها من التواءات انكسارات تنعكس اثارها على التصريف المائي.
-تختلف انماط تصريف حسب العامل العامل المهيمن كما ياتي:
1-انماط التصريف حسب ميل الطبقات :
أ-انهار تتبع مجاريها ميل الطبقات لذا تسمى انهار تابعة consequent steam
ب-انهار تجري باتجاه معاكس لمي الطبقات فتسمى انهار معاكسة obsequent strea وتسمى في بعض الاحيان مضادة.
ج-انهار تجري مع مضرب الطبقات او بشكل مواز لخط الظهور وتسمى انهار تالية subsequent stream
د- انهار تجري في اتجاهات لا علاقة لها بميل الطبقات فتسمى انهار غير محددة الاتجاه insequent stream
2-انماط تصريف حسب طبيعة التضاريس وبنية الطبقات الصخرية:
تتحكم طبيعة التضاريس ومكوناتها بالتصريف النهري فتنتج عن ذلك ظهور انماط متميزة في المناطق التضاريسية المختلفة الجبلية والهضبية والمنبسطة والمنخفضة ،ومنها:
1. التصريف الشجري :
يسود هذا النوع من التصريف في المناطق الصخرية المتجانسة التركيب والبنية ،اذ تلتقي مع بعضها بزاوية حادة وتكون كثيرة وقصيرة الروافد فتأخذ شكل شجري.كما في شكل رقم(1)
2. التصريف النهري المتشابك :
يظهر هذا النوع في المناطق ذات الحافات الصخرية والكويستات حيث تكون الانهار طولية ومتوازية وتتجه مع ميل الطبقات وتتصل بها روافد عرضية تشق مجراها في التكوينات اللينة او الضعيفة وبزاوية قائمة ،وينتشر على هذا النوع في المناطق ذات التراكيب الصخرية المتباينة الصلابة والمتضمنة صدوع وكسور وفواصل تتبعها المجاري .شكل رقم (2ب)
_النحت النهري:
تعتمد طاقة النهر وقدرته على النحت في اي نقطة من مجراه على كمية مياهه من جهة وعلى السرعة من جهة ،حيث تؤدي كمية المياه الزائدة اثناء الفيضان الى تفوق قوة تحركها على قوة رد الفعل المتمثلة في الاحتكاك بالقاع والجوانب..
-اولا:النحت الراسي لمجرى النهر ويتم بالطرق التالية:
1-النحت الهيدروليكي:
يقصد به قيام النهر بدون مساعدة الرواسب بنحت القاع ،وينتج عن ذلك اصطدامها بالرواسب القاعية السائبة واصطدامها كذلك بالجوانب مما يؤدي الى زيادة تفككها ورفعها وجرها الى الامام في اتجاه الى الامام في اتجاه الجريان المائي ،وتتراوح احجام هذه الرواسب ما بين الغرين والجلاميد..
2-النحت الميكانيكي:
يؤدي الفعل الهيدروليكي للمياه بجانب النحت التجويفي الى توفر مفتتات صخرية بجميع الاحجام تضاف الى مياه النهر التى يتسلح بها ويقوم بمساعدتها بعملية النحت اخرى تعرف بالنحت الميكانيكي وتعني ببساطة تحطم الصخور من قناة النهر نتيجة اصطدام شظايا ومفتتات صخرية بها وخاصة القاعية البارزة او تلك التي تبرز على الجوانب بحيث تؤدي هذه الطريقة الى صقل القاع وتنعيمه.
.
3-الحفر الوعائية:
تعمل الدوامات الراسية على تحريك الجلاميد والمفتتات الصخرية باتجاه قاع النهر وعندما تحتجز هذه الشظايا والمفتتات الصخرية في حفر بقاع النهر او داخل مفصل صخري فان الحركة الدورانية للمياه والحصى فوق القاع تؤدي الى ظهور حفر في الصخور الصلبة تعرف بالحفر الوعائية ،تزداد اتساعا وعمقا وتتصل ببعضها البعض في نهاية الامر مما يؤدي الى تعميق المجرى ، ويرى البعض ان هذه الحركة الدورانية التي تؤدي الى تكوين الحفر الوعائية تنتج اساسا عن تضافر كل من الفعل الهيدروليكي للمياه والنحت التجويفي .
4-الطحن:
عندما تصطدم المفتتات الصخرية بقاع القناة النهرية وتصطدم ببعضها البعض فانها تتفتت الى جزيئات اصغر حجما بعملية الطحن للرواسب (تناقص تدريجي في حجم حمولة النهر )
-وتزداد فعالية كل من الفعل الهيدروليكي والنحت الميكانيكي والطحن اذا تضافرت معها وساعدتها عمليات النحت الكيمياوي وخاصة عندما تكون صخور القاع قابلة للاذابة.
ثانيا-اما بالنسبة للنحت النهري الجانبي:
فيقوم به النهر لتوسيع مجراه على حساب تراجع الحافات المحيطة به وهذه العملية تتم في جميع مراحل تطور النهر وان كانت تزداد وضوحا في مرحلة النضج. .
تتم عملية النحت الجانبي داخل القناة النهرية من خلال الفعل الهيدروليكي للمياه حيث تعمل عند اندفاعها على اكتساح المفتتات من جوانب النهر،كما تقوم بعملية النحت السفلي التي تشبه ماتقوم به من نحت تجويفي بقاع النهر وخاصة عندما تكون الصخور ضعيفة في مناطق الانحناءات بالقناة النهرية.
كذلك تقوم المياه بنحت قناة النهر بمساعدة المفتتات التي تحملها وخاصة اثناء فترة الفيضانات عندما التدفق الدوامي المضطرب سائدا، وتلعب الاذابة الكيمياوية التي تقوم بها مياه النهر دورها ايضا في توسيع مجراه الى جانب ما تقوم به الانهيارات الارضية من دور هام من عملية التوسيع وخاصة في المناطق الرطبة او في العروض العليا كثيرا ما تتعرض سفوحها للانهيارات الجليدية وتدفقات التربة .كذلك يقوي النحت الجانبي عندما تتكون الثنيات حيث يزداد النحت في الجانب المقعر من الثنية.
ثالثا:يقوم النهر بعدة عمليات تحاتية لاطالة مجراه:
تتمثل اساسا في عملية النحت التراجعي التي عادة ماتبدو وضوحا في المنابع العليا للانهار او في مواضع الشلالات. ويمكن القول ان القوى التي تقوم داخل القناة النهرية تماثل غالبا ما يتم على السفوح وان وجدت اختلافات ترجع الى كون الصخور داخل القناة النهرية تحاط بالمياه، ومن ثم فان قوة القص اللازمة لتحركها بعد نحتها تعتمد اساسا على عمق (عمق المجرى النهري)ولزوجة المياه ونوع الجريان المائي.
المظاهر الناتجة عن النحت النهري:
1- الاودية وشبكة الاقنية المائية
2- المصاطب النهرية
3-الجروف والكويستا والميزا والشاهد. 4-العتبات الصخرية .
5-الاراضي الوعرة :
ثانيا_الارسابالنهري:
في حالة قلة المياه وتناقص سرعته، بالنسبة لقلة المياه الارساب يجنح النهر فانها تحدث عندما يمر النهر بمنطقة ذات مناخ حار جاف بحيث تتعرض مياهه للتبخر الشديد او عندما يمر بمنطقة ذات صخور مسامية مثل صخورالحجر الجيري او الحجر الرملي او ذات صخور ممرة تكثر بها الشقوق والفجوات مما يؤدي الى تشرب كميات كبيرة من المياه خلال المسامات او الشقوق الصخرية كذلك قد ترجع قلة المياه النهر الى حلول فصل الجفاف بمنابعه العليا او بمنطقة حوضه .
اما بالنسبة لتناقص سرعة مياه النهر فيحدث ذلك عندما يمر مجراه باحدى البحيرات الواسعة والضحلة او باحدى البقاع المائية مما يؤدي الى انتشار مياهه على مساحة واسعة مما يؤدي بالتالي الى تشتتها ما يحمله من مفتتات صخرية،من الامثلة على ذلك ما يتعرض له نهر فيكتوريا عندما يعبر بحيرة كيوجا الضحلة من ضعف في سرعته وانتشاره لمياه على مسطح مائي واسع ،كما تقل سرعة التيار المائي ايضا عندما يعبر النهر منطقة سهلية متسعة ذات سطح مستو او قليل الانحدار او عندما يقترب من مصبه عند شقة مائية بحرية ضحلة وهادئة عندئذ يجنح النهر الى الارساب مكونا الدلتا.
وعادة عندما يقوم النهر بعملية الترسيب فانه يبدا بترسيب حمولته الخشنة اولا تليها الاقل خشونة ثم الناعمة وهكذا،وهذا ما يميز دائما الرواسب النهرية جيدة التصنيف سواء كانت هذه الرواسب في قاع النهر او على جانبيه ( السهل الفيضي وبعض الجزر والجسور الطبيعي التي تحدد القناة المائية مباشرة)،او في منطقة المصب حيث الدالات النهرية باحجامها واشكالها المختلفة والتي تتدرج رواسبها من الاخشن عند القمة الى الانعم عند قاعدة الدلتا على طول امتداد الساحل الدلتاوي.
مظاهر الترسيب النهري:
1- المراوح الفيضية والبهادا
2-الدالات النهرية
3- الدالات المروحية
4- السهول الفيضية
5- القيعان الصحراوية
ثالثا_ النقل بواسطة الانهار
تقوم الانهار بنقل رواسبها عن طريق الانزلاق والتدحرج بالنسبة للرواسب الخشنة على طول قيعانها ،وعن طريق حمل الرواسب الناعمة من الرمل والغرين ،بينما تحمل العناصر القابلة للاذابة في شكل حمولة مذابة ، ومما يعزز قدرة النهر على الحمل ان معظم المفتتات الصخرية والمعدنية المحمولة بواسطة مياهه تفقد 40%من وزنها في حالة وجودها مغمورة بالمياه وسواء كانت مفتتات منقولة على قاع او حمولة عالقة فان نقلها يعتمد اساسا على حجمها ووزنها وسرعة تيار النهر.
1-النقل على القاع(حمولة القاع):
تعد اكبر الرواسب في حبيباتها ويتم نقلها بواسطة التدحرج على طول قاع النهر ونتيجة لدرحجتها يتم تكسرها بسبب اصطدامها ببعضها البعض في عملية ميكانيكية يطلق عليها طحن الرواسب.
2-القفز:
تتميز الرواسب التي تنتقل بهذه الطريقة بانها اصغر حجما من السابقة وتشبه طريقة قفز الحبيبات الخشنة على سطح صحراوي صلب بفعل الرياح.
3-النقل بالتعلق :
يتم النقل بالتعلق بالنسبة لاصغر الحبيبات حجما،ويقصد بها نقل رواسب الغرينوالطين الدقيقة في جسم الماء الجاري وتزداد مع حدوث تدفق دوامي لمياه النهر.
4- بالاذابة النقل:
ينقل النهر جزءا من حمولته من الرواسب عن طريق الاذابة وخاصة اذا ما كان يجري وسط صخور قابلة للذوبان مثل الحجر الجيري او الطباشير وكما ذكرنا ان المواد المذابة لاتنقل بطريقة ميكانيكية على غير حال مع نقل المواد الفتاتية الاخرى الغير قابلة للذوبان حيث انها تنقل مذابة في مياه النهر.
والواقع ان هناك علاقة بين التصريف النهر وتركيز المواد المذابة فكلما قلت كمية المياه في القناة النهرية يعني ذلك ان النهر يستقبل مياه جوفية مشبعة بالعناصر الكيمياوية الناتجة عن التجوية وتفتيت وتحلل المواد العضوية ،ونلاحظ
ان الجريان المنخفض لاي نهر يكون مشبعا بالعناصر المذابة مثل الكاليسيوم والمغنسيوم والصوديوم وغيرها من العناصر القابلة للذوبان وذلك بالمقارنة بالجريان العالي للنهر.
انماط التصريف النهري:
تتباين انماط التصريف النهري من مكان لاخر متاثرة بعدة عوامل طبيعية منها ما يأتي :
1-طبيعة انحدار سطح الارض.
2-نوع التراكيب الصخرية وطبيعة بنية الطبقات.
3-نوع المناخ السائد في المنطقة .
4-التطور المورفولوجي مجرى.
5-اثر الحركات التكتونية وما ينتج عنها من التواءات انكسارات تنعكس اثارها على التصريف المائي.
-تختلف انماط تصريف حسب العامل العامل المهيمن كما ياتي:
1-انماط التصريف حسب ميل الطبقات :
أ-انهار تتبع مجاريها ميل الطبقات لذا تسمى انهار تابعة consequent steam
ب-انهار تجري باتجاه معاكس لمي الطبقات فتسمى انهار معاكسة obsequent strea وتسمى في بعض الاحيان مضادة.
ج-انهار تجري مع مضرب الطبقات او بشكل مواز لخط الظهور وتسمى انهار تالية subsequent stream
د- انهار تجري في اتجاهات لا علاقة لها بميل الطبقات فتسمى انهار غير محددة الاتجاه insequent stream
2-انماط تصريف حسب طبيعة التضاريس وبنية الطبقات الصخرية:
تتحكم طبيعة التضاريس ومكوناتها بالتصريف النهري فتنتج عن ذلك ظهور انماط متميزة في المناطق التضاريسية المختلفة الجبلية والهضبية والمنبسطة والمنخفضة ،ومنها:
1. التصريف الشجري :
يسود هذا النوع من التصريف في المناطق الصخرية المتجانسة التركيب والبنية ،اذ تلتقي مع بعضها بزاوية حادة وتكون كثيرة وقصيرة الروافد فتأخذ شكل شجري.كما في شكل رقم(1)
2. التصريف النهري المتشابك :
يظهر هذا النوع في المناطق ذات الحافات الصخرية والكويستات حيث تكون الانهار طولية ومتوازية وتتجه مع ميل الطبقات وتتصل بها روافد عرضية تشق مجراها في التكوينات اللينة او الضعيفة وبزاوية قائمة ،وينتشر على هذا النوع في المناطق ذات التراكيب الصخرية المتباينة الصلابة والمتضمنة صدوع وكسور وفواصل تتبعها المجاري .شكل رقم (2ب)
شكل رقم(1)التصريف الشجري
3-التصريف المستطيل:
تتشكل مجاري التصريف النهري المستطيل بواسطة فتحات المفاصل والفوالق والصدوع التي توجد في طبقات الصخور التي تشقها هذه المجاري النهرية .ففي حالة حدوث فتحات الفوالق والصدوع في مجموعتين مختلفتين يلتقيان بزاويا قائمة قد تؤدي هذه الحالة بدورها الى تكوين التصريف النهري المستطيل الشكل.كما في الشكل رقم(2ج)
4- التصريف المشوش او المختل :
على الرغم من ان معظم انماط التصريف تتميز بانها مركبة وخاصة في المناطق
التي تعرضت لظروف مناخية مختلفة وتأثرت بحركات تكتونية متنوعة وتتركب صخورها من طبقات جيولوجية مختلفة الصلابة والبنية الا ان هناك نوع اخر من التصريف لم يكتمل مظهره بعد تبعا لنشأته في مدة قصيرة او تحت ظروف مناخية معينة لم تمكنه من ان يتم مراحل نموه ، يطلق عليه التصريف المشوش او المختل،يتمثل هذا التصريف في المناطق الجليدية لان هذه المناطق الاخيرة تشكلت بظروف معينة من المناخ خلال النصف الاخير من عصر البلايوستوسين ولكن سرعان ما تغيرت هذه الظروف بانتهاء هذا العصر ،وعلى ذلك لم تتم دورة نمو التصريف النهري في هذه المناطق.
يتميز هذا النوع من التصريف بعدم انتظام المجاري النهرية،وتشكل هذه المجاري بعديد من المنعطفات الكبرى الشاذة حيث كثيرا ما تتمثل المنعطفات الكبرى في القسم الاعلى من حوض النهر وليست الاجزاء الدنيا منه ،وكثير ما تخترق المجرى النهري مناطق واسعة تغطيها المستنقعات والبحيرات الضحلة التي ترجع نشأتها غالبا الى ذوبان الجليد.كما في الشكل رقم(2ه).
5-التصريف الشائك او المسنن:
يتميز هذا النمط من التصريف النهري في الاجزاء العليا لبعض المجاري النهرية ،الا انه نادر الحدوث .وتتصل الروافد بمجرى النهر الرئيسي على شكل زوايا حادة تتجه فتحاتها صوب اعالي النهر .وترجع معظم نشاة اشكال التصريف النهري الشائك او المسنن الى توالي عمليات الاسر النهري ،وقد يرجع بعض منها كذلك الى حدوث حركات رفع تكتونية بسيطة في المنطقة او الى فعل التعرية الجليدية كذلك.كما في الشكل (2ل)
6-التصريف المركزي:
ويطلق على هذا النوع من التصريف النهري على تلك المجاري النهرية التي تتجه صوب منخفضات حوضية من عدة اتجاهات مختلفة .وعلى ذلك يتمثل هذا النوع من التصريف في المجاري النهرية التي تنحدر على جوانب الفوهات البركانية او الكالديرا وتتجه صوب بحيرة البركان .كما يظهر هذا النوع في الاحواض المنخفضة المتسعة في مناطق الكارست الجيرية.كما في الشكل (2و)
7-التصريف الشعاعي:
يكون عكس النوع السابق حيث انه يتألف من مجاري نهرية تنحدر فوق قباب صخرية محدبة وتتجه من أعلى إلى أسفل صوب المنحدرات السفلى ،ومن ثم تظهر على شكل الأشعة الشمسية التي تشع في كل الاتجاهات المختلفة .وتتمثل أشكال هذا النوع من التصريف فوق المناطق القبابية .أو فوق أسطح المخروطات البركانية ،أو فوق التلال المستديرة الشكل . شكل رقم(2د)
8-التصريف النهري المتوازي:
يتكون هذا من التصريف في المناطق التي تتشكل انحداراتها بتكونها من مقعرات طولية كذلك .وتساعد هذه الحالة على خلق انهار طولية تشق المقعرات السطحية وتمتد مجاريها موازية لبعضها ،وتكاد تنفصل اوديتها بمسافات متساوية .كما قد يتكون هذا النوع من التصريف كذلك تبعا للظروف الصخرية والتكتونية التي قد تؤدي الى تشكيل مجاري نهرية طولية متوازية .كما في شكل رقم (2م)
المصادر:
1- حسن سيد احمد ابو العينين ،اصول الجيومورفولوجيا،الطبعة الحادية عشر،مؤسسة الثقافة الجامعية ،الاسكندرية،1995.
2- حسن رمضان سلامة ،اصول الجيومورفولوجيا،الطبعة الثالثة ، دار الميسرة للنشر والتوزيع ،عمان ،2010.
3- خلف حسين علي الدليمي،التضاريس الارضية،الطبعة الاولى،دار صفاء للنشر والتوزيع،عمان 2005.
4- محمد صبري محسوب ،الجغرافية الطبيعية،دار الفكر العربي ،القاهرة 2007.
5- محمد صبري محسوب،جيومورفولوجية الاشكال الارضية،دار الفكر العربي، القاهرة 2003.
متابعة القراءة...